جـزر النخـل.. بطاقـة دعـوة مفتوحـة
Date: Monday, July 02, 2012
By: غسان ريفي
Source: Assafir
By: غسان ريفي
Source: Assafir
تكتسب عودة محمية جزر النخل في ميناء طرابلس (الأرانب، رامكين وسنني) لتلعب دورها السياحي والبيئي مع انطلاق الموسم الصيفي فيها من أول تموز وحتى آخر أيلول، أهمية استثنائية في تشكيل عامل الجذب المطلوب للزوار والسياح. والرهان عليها لتحريك عجلة الحياة في العاصمة الثانية ومينائها، بعد الجمود والشلل اللذين فرضتهما الأحداث الأمنية الأخيرة والتي تتطلع الفيحاء لأن تطوي صفحتهما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسمها السياحي.
ما يضاعف من أهمية هذه المحمية، خصوصا بالنسبة إلى السياح الأجانب، انتزاعها اعترافاً دولياً بانضمامها الى شبكة المحميات الطبيعية البحرية في المتوسط «ميدبان». والإقرار بأنها موقع طبيعي يمتاز بخصائص بيئية فريدة من نوعها ومياه نظيفة وعذبة ونباتات وطيور نادرة. وهو أمر يساعد على تسويقها في 21 دولة متوسطية قد تدفع بمواطنيها إذا سمحت الظروف الى زيارتها للاطلاع على ما تختزنه من تنوع بيئي.
ومع هذا، ما زالت المحمية تنتظر اعترافاً وطنياً ورسمياً بأهميتها، لإطلاق عجلة التنمية فيها من خلال إقامة المشاريع المقترحة منذ سنوات طويلة.
إلى ذلك الوقت يساهم افتتاح الجزر في تحريك العجلة الاقتصادية في الميناء، حيث تنشط حركة المراكب ذهاباً وإياباً إليها ومنها في رحلة الساعة من الوقت. كما تساهم في إنعاش محال المأكولات والمطاعم والعصائر والحلويات المنتشرة على طول الكورنيش، وكذلك أصحاب البسطات الذين يحرصون على الانتشار عند كل صباح «لاصطياد» رواد هذه الجزر.
افتتاح المحمية
أعلنت أمس لجنة رعاية البيئة واللجنة المشرفة على المحمية أنه بات في إمكان الراغبين في الاستجمام على هذه الجزر القيام بزيارتها عبر المراكب المنتشرة على طول الكورنيش البحري في الميناء. وذلك خلال احتفال أقيم بالمناسبة في مقرّ لجنة رعاية البيئة بحضور لارا سماحة ممثلة وزير البيئة ناظم الخوري، وحشد من المهتمين. وتحدثت عضو اللجنة المحامية رنا الجمل فشددت على أهمية تطبيق القوانين المتعلقة بالبيئة. وتلاها رئيس لجنة رعاية البيئة المهندس عامر حداد فدعا الى أن يكون للمحمية حصة من مبلع المئة مليون دولار المرصود لطرابلس، لافتا إلى فكرة إنشاء متنزه بحري مع محطة تسفير على الشاطئ وتخصيص مركبين سياحيين وإيجاد مراكب صديقة للبيئة، إضافة إلى الاستجمام على هذه الجزر حيث هناك نبع مياه. ولفت إلى أن «كل هذا لا يكلف أكثر من 7 ملايين دولار». كما تحدث رئيس لجنة المحمية الدكتور غسان جرادي فأشار إلى أهمية هذه المحمية التي تشكل عامل جذب لكثير من الزوار من لبنان وخارجه، كونها تنفرد ببعض الخصائص. وأشارت سماحة إلى أهمية هذه المحمية الطبيعية كموقع متقدم في البحر، لافتة الى أنه يجب ألا تتكل فقط على مساهمة وزارة البيئة بل يجب أن تستقطب نشاطات مختلفة لإيجاد المداخيل لها كتأجير الشماسي والكراسي. وكشفت أن مشروعا إيطاليا للمحميات الطبيعية قد أُحيل إلى البرلمان لانتظار أن تناقشه اللجان النيابية. وركز رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال على أهمية الخطط الهادفة إلى استقطاب الجذب السياحي للمنطقة ومنها الجزر الطبيعية، معلنا أنه تم عرض موضوع المحمية مع الرئيس نجيب ميقاتي بهدف التطوير. ودعا رئيس بلدية الميناء الدكتور محمد عيسى الى خطة متكاملة لإنعاش الميناء بساحلها وجزرها. وأورد القاضي نبيل صاري الناشط في المجال البيئي ملاحظات قانونية حول حماية هذه الجزر، داعيا الى الاستفادة من القرض المالي الذي تم توقيعه بين وزارة البيئة والاتحاد الأوروبي والبحث في إمكانية إدراج الأوضاع البيئية والمحميات في الميناء في إطار المشاريع الملحقة بهذا القرض، لافتا إلى أن قانون المحميات صارم جدا ولكنه لا يُطبّق.
تاريخ وجغرافيا
في تاريخ 9 آذار من العام 1992 صدر عن مجلس النواب القانون الرقم 121 القاضي بتحويل جزر الارانب، رامكين وسنني الى محمية طبيعية، وتشكيل لجنة متطوعة عيّنتها وزارة البيئة للاشراف على المحمية واستقطاب الدراسات والخبرات العلمية المتعلقة بها، ومنها إقامة مشاريع سياحية واستثمارية على طريقة BOT لتفعيل الحركة السياحية على هذه الجزر، لكن هذه المشاريع لا تزال حبرا على ورق، بانتظار إيجاد التمويل اللازم لها. لتبقى الجزر الطبيعية السبع وهي: ثلاث ضمن محمية جزر النخل (الأرانب، رامكين وسنني) وعبد الوهاب، والبلان، والرميلة، والعشاق، تعاني شتى صنوف الاهمال والحرمان، في وقت تبحث فيه بعض الدول المجاورة عن كيفية إنشاء جزر اصطناعية بأكلاف مالية تصل الى عشرات ملايين الدولارات.
تبعد محمية جزر النخل عن شاطئ الميناء نحو خمسة كيلومترات، وتبلغ مساحتها الاجمالية 2.4 كيلومتر مربع. وتتألف جزيرة الأرانب من قسمين، قسم صخري يمتد من الشمال الغربي الى الجنوب، وقسم رملي يمتد من الشمال الى الشرق. وهي تضم آثارا لكنيسة صليبية تعود الى القرن الثالث الميلادي وبقايا ملاحة تقليدية وبئر مياه عذبة، وقد أطلق عليها اسم الأرانب لأنه في عهد الانتداب الفرنسي وضع القنصل الفرنسي فيها عددا من الارانب فتناسلت وتكاثرت ولا تزال حتى اليوم.
أما جزيرة رامكين فتقع على بعد 600 متر الى شمال غرب جزيرة الارانب، وهي صخرية عموما وفي بعض أطرافها مساحات رملية صغيرة، وتحتضن فنارا قديما كان يعمل على الطاقة الشمسية، إضافة الى خنادق ومواقع مدفعية قديمة تعود الى فترة الانتداب الفرنسي.
وتقع جزيرة سنني على بعد 500 متر الى الجنوب الشرقي من جزيرة النخل، وهي مستطيلة الشكل، وصخرية عموما، باستثناء مساحة رملية صغيرة، وقد سميت بسنني لأن الطيور البحرية البيضاء تصطف على رؤوس صخورها عند المغيب فتعطي لها شكلا مسننا، أو بحسب الروايات لان صخورها مسننة.
تمثل محمية جزر النخل محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية المعرضة لخطر الزوال كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة الضخمة الرأس، كما تستقبل المحمية في مغاور صخورها «فقمة بحر المتوسط» التي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الانواع المهددة بالانقراض.
تضم المحمية نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة. وتعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الإسفنج.
وتقوم لجنة المحمية بسلسلة أعمال تأهيل بدعم من بعض المنظمات الدولية للحفاظ على مقومات المحمية وخصائصها وعلى الدور السياحي الذي تلعبه.
ما يضاعف من أهمية هذه المحمية، خصوصا بالنسبة إلى السياح الأجانب، انتزاعها اعترافاً دولياً بانضمامها الى شبكة المحميات الطبيعية البحرية في المتوسط «ميدبان». والإقرار بأنها موقع طبيعي يمتاز بخصائص بيئية فريدة من نوعها ومياه نظيفة وعذبة ونباتات وطيور نادرة. وهو أمر يساعد على تسويقها في 21 دولة متوسطية قد تدفع بمواطنيها إذا سمحت الظروف الى زيارتها للاطلاع على ما تختزنه من تنوع بيئي.
ومع هذا، ما زالت المحمية تنتظر اعترافاً وطنياً ورسمياً بأهميتها، لإطلاق عجلة التنمية فيها من خلال إقامة المشاريع المقترحة منذ سنوات طويلة.
إلى ذلك الوقت يساهم افتتاح الجزر في تحريك العجلة الاقتصادية في الميناء، حيث تنشط حركة المراكب ذهاباً وإياباً إليها ومنها في رحلة الساعة من الوقت. كما تساهم في إنعاش محال المأكولات والمطاعم والعصائر والحلويات المنتشرة على طول الكورنيش، وكذلك أصحاب البسطات الذين يحرصون على الانتشار عند كل صباح «لاصطياد» رواد هذه الجزر.
افتتاح المحمية
أعلنت أمس لجنة رعاية البيئة واللجنة المشرفة على المحمية أنه بات في إمكان الراغبين في الاستجمام على هذه الجزر القيام بزيارتها عبر المراكب المنتشرة على طول الكورنيش البحري في الميناء. وذلك خلال احتفال أقيم بالمناسبة في مقرّ لجنة رعاية البيئة بحضور لارا سماحة ممثلة وزير البيئة ناظم الخوري، وحشد من المهتمين. وتحدثت عضو اللجنة المحامية رنا الجمل فشددت على أهمية تطبيق القوانين المتعلقة بالبيئة. وتلاها رئيس لجنة رعاية البيئة المهندس عامر حداد فدعا الى أن يكون للمحمية حصة من مبلع المئة مليون دولار المرصود لطرابلس، لافتا إلى فكرة إنشاء متنزه بحري مع محطة تسفير على الشاطئ وتخصيص مركبين سياحيين وإيجاد مراكب صديقة للبيئة، إضافة إلى الاستجمام على هذه الجزر حيث هناك نبع مياه. ولفت إلى أن «كل هذا لا يكلف أكثر من 7 ملايين دولار». كما تحدث رئيس لجنة المحمية الدكتور غسان جرادي فأشار إلى أهمية هذه المحمية التي تشكل عامل جذب لكثير من الزوار من لبنان وخارجه، كونها تنفرد ببعض الخصائص. وأشارت سماحة إلى أهمية هذه المحمية الطبيعية كموقع متقدم في البحر، لافتة الى أنه يجب ألا تتكل فقط على مساهمة وزارة البيئة بل يجب أن تستقطب نشاطات مختلفة لإيجاد المداخيل لها كتأجير الشماسي والكراسي. وكشفت أن مشروعا إيطاليا للمحميات الطبيعية قد أُحيل إلى البرلمان لانتظار أن تناقشه اللجان النيابية. وركز رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال على أهمية الخطط الهادفة إلى استقطاب الجذب السياحي للمنطقة ومنها الجزر الطبيعية، معلنا أنه تم عرض موضوع المحمية مع الرئيس نجيب ميقاتي بهدف التطوير. ودعا رئيس بلدية الميناء الدكتور محمد عيسى الى خطة متكاملة لإنعاش الميناء بساحلها وجزرها. وأورد القاضي نبيل صاري الناشط في المجال البيئي ملاحظات قانونية حول حماية هذه الجزر، داعيا الى الاستفادة من القرض المالي الذي تم توقيعه بين وزارة البيئة والاتحاد الأوروبي والبحث في إمكانية إدراج الأوضاع البيئية والمحميات في الميناء في إطار المشاريع الملحقة بهذا القرض، لافتا إلى أن قانون المحميات صارم جدا ولكنه لا يُطبّق.
تاريخ وجغرافيا
في تاريخ 9 آذار من العام 1992 صدر عن مجلس النواب القانون الرقم 121 القاضي بتحويل جزر الارانب، رامكين وسنني الى محمية طبيعية، وتشكيل لجنة متطوعة عيّنتها وزارة البيئة للاشراف على المحمية واستقطاب الدراسات والخبرات العلمية المتعلقة بها، ومنها إقامة مشاريع سياحية واستثمارية على طريقة BOT لتفعيل الحركة السياحية على هذه الجزر، لكن هذه المشاريع لا تزال حبرا على ورق، بانتظار إيجاد التمويل اللازم لها. لتبقى الجزر الطبيعية السبع وهي: ثلاث ضمن محمية جزر النخل (الأرانب، رامكين وسنني) وعبد الوهاب، والبلان، والرميلة، والعشاق، تعاني شتى صنوف الاهمال والحرمان، في وقت تبحث فيه بعض الدول المجاورة عن كيفية إنشاء جزر اصطناعية بأكلاف مالية تصل الى عشرات ملايين الدولارات.
تبعد محمية جزر النخل عن شاطئ الميناء نحو خمسة كيلومترات، وتبلغ مساحتها الاجمالية 2.4 كيلومتر مربع. وتتألف جزيرة الأرانب من قسمين، قسم صخري يمتد من الشمال الغربي الى الجنوب، وقسم رملي يمتد من الشمال الى الشرق. وهي تضم آثارا لكنيسة صليبية تعود الى القرن الثالث الميلادي وبقايا ملاحة تقليدية وبئر مياه عذبة، وقد أطلق عليها اسم الأرانب لأنه في عهد الانتداب الفرنسي وضع القنصل الفرنسي فيها عددا من الارانب فتناسلت وتكاثرت ولا تزال حتى اليوم.
أما جزيرة رامكين فتقع على بعد 600 متر الى شمال غرب جزيرة الارانب، وهي صخرية عموما وفي بعض أطرافها مساحات رملية صغيرة، وتحتضن فنارا قديما كان يعمل على الطاقة الشمسية، إضافة الى خنادق ومواقع مدفعية قديمة تعود الى فترة الانتداب الفرنسي.
وتقع جزيرة سنني على بعد 500 متر الى الجنوب الشرقي من جزيرة النخل، وهي مستطيلة الشكل، وصخرية عموما، باستثناء مساحة رملية صغيرة، وقد سميت بسنني لأن الطيور البحرية البيضاء تصطف على رؤوس صخورها عند المغيب فتعطي لها شكلا مسننا، أو بحسب الروايات لان صخورها مسننة.
تمثل محمية جزر النخل محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية المعرضة لخطر الزوال كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة الضخمة الرأس، كما تستقبل المحمية في مغاور صخورها «فقمة بحر المتوسط» التي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الانواع المهددة بالانقراض.
تضم المحمية نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة. وتعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الإسفنج.
وتقوم لجنة المحمية بسلسلة أعمال تأهيل بدعم من بعض المنظمات الدولية للحفاظ على مقومات المحمية وخصائصها وعلى الدور السياحي الذي تلعبه.
Comments
Post a Comment