ساحة التل... تختصر تاريخ المدينة
تختزن ساحة التل في مدينة طرابلس تاريخا عريقا لمدينة تعتبر من اهم المدن الاثرية على البحر المتوسط، الا ان الاهم من كل ذلك
هو الاثار المخفية التي لا تراها العين، والتي تم الاعتداء عليها بفعل الاهمال وعدم الوعي، ولو قدر لهذه الساحة ان يعاد تاهيلها بشكل لائق لساهمت كثيرا برفع مستوى السياحة في طرابلس والشمال.
تضج ساحة التل الاثرية في وسط طرابلس بالاصوات المنوعة، منها ما تعشقه الاذن ومنها ما يؤذيها ويزعج المرء، وتتمازج اغاني الطرب والفيروزيات مع موسيقى الروك والموسيقى الكلاسيكية، وتتداخل مع ابواق سيارات الاجرة، تخترقها كل 60 دقيقة دقات ساعة التل الشهيرة، فيتردد صداها في ارجاء المدينة. تلك الساعة القابعة فوق برج مميز معماريا، شيد بين عامي 1901 و1902 يبلغ ارتفاعه 30 مترا، مؤلف من خمسة طوابق، أهدته سلطات الحكم العثمانية للمدينة، وهي لا تزال شامخة حتى اليوم. تراقب الساعة حركة الساحة من عليائها، عجقة ناس، ضجيج سيارات الاجرة المتوقفة تحت البرج، يتلهى سائقوها بسماع نشرات الاخبار، وشرب القهوة، وهم متاهبون لاي راكب قد يفاجاهم على غفلة. على مدار الساعة تتجدد الحركة في الساحة، الكل يفتش عن حاجته، فتجد باعة اليانصيب، بائعو الكعك المسخن على الجمر، ماسحو الاحذية يصطفون الواحد بجانب الاخر، الى بائع القهوة الذي يتجول على صوت رنين دقات فناجينه.
وسط كل هذا الصخب والضجة تخبيء الساحة في طياتها ما هو اجمل مما تراه العين، ولا ينقصها سوى لفتة حقيقية تحمل بين طياتها صدقا في التعامل معها وسعيا حثيثا لتحويلها الى "داون تاون" يشبه الساحات الحقيقية في مدن العالم الكبرى، وان بامكانها، لو حظيت بالاهتمام الرسمي والمحلي، ان تستقطب مئات السائحين، لتعود شابة غير طاعنة في السن محمية من عبث الايادي المخربة. معظم المحال التجارية المتجاورة على جانبي الطريق وفي محيط الساحة تخفي تحت اقبيتها الاثرية تاريخ المدينة العريق، ولا يخفى على احد الابنية الهندسية المطلة على الساحة، والتي تشكل احد ابرز دوافع تمدد السياحة في المدينة، من هنا تبرز اهمية تاهيل الوسط التجاري للمدينة (ساحة التل) الذي يعتبر المدخل الرئيس الى الاسواق الاثرية القديمة ويشكل عامل جذب اساسي للسياحة فيها. اما ابرز هذه المعالم فهو جامع التل العليا، ساعة التل الشهيرة وبرجها، قهوة فهيم الاثرية، اوتيل ومسرح الانجا، المركز القافي البلدي( قصر نوفل سابقا) الى ابنية سكنية، ومحال تجارية ومصارف وغيرها.
ساعة التل وبرجها معلم من معالم طرابلس التراثية والأثرية، تتردد دقاتها في ارجاء الساحة ومحيطها، ومن من اللبنانيين لم يعبر هذه الساحة التي تشكل وسط المدينة، ومركز رئيسا لأنطلاق لكافة وسائل النقل نحو أقضية الشمال ونحو المناطق اللبنانية وحتى الدول العربية. وبات عبور هذه الساحة يشكل أزمة سير كبيرة، وضغطا بشريا مرتفعا، جراء الازدحام اليومي الذي حول الساحة الى موقف ثابت للسيارات العمومية، والى تجمع لمواقف البلدات والقرى الشمالية…زغرتا، الكورة، عكار، وبيروت. ازدحام يومي بات يحتاج الى إعادة تنظيم والى وضع خطة سير جديدة تحسن من واقع هذه الساحة الحيوية.
"قهوة فهيم الشهيرة" في وسط الساحة لم تتبدل، انما ما تبدل هو روادها"، كما يقول ابراهيم حسون 65 عاما، "لا ازال اتردد على هذا المقهى منذ اكثر من اربعين عاما، المشهد كله تغير، السراي القديمة بجانب المقهى ازيلت، ومعها المقاهي والمطاعم والمحال التجارية التي كانت توجد تحتها، واصبحت اليوم ساحة للمشاة، لم تكن فوضى السير بالشكل الذي هي عليه اليوم،". ويضيف "رواد المقهى تبدلوا، كان هناك فئات كبيرة من الذوات من المسلمين والمسيحيين ياتون الى هذا المكان، الـ الضناوي، العمري، ابو فهيم، المقدم، البابا، وكانت تعقد جلسات معظمها يتعلق بالعمل، حينا، والشان العام احيانا، وكانت الساحة افضل بكثير من هذه الفوضى التي نراها اليوم، وكانت هناك زوايا معينة مخصصة لكل عائلة مثل بكوات عكار، الضنية، وزغرتا وغيرها من المناطق المجاورة لطرابلس، الساحة اليوم تفتقد لامثالهم، منهم من هاجر الى الخارج ومنهم من انتقل الى الحياة الابدية، واصبح رواد المقهى من الشعب الفقير والعاطلين عن العمل او المتقاعدين".
تضج ساحة التل الاثرية في وسط طرابلس بالاصوات المنوعة، منها ما تعشقه الاذن ومنها ما يؤذيها ويزعج المرء، وتتمازج اغاني الطرب والفيروزيات مع موسيقى الروك والموسيقى الكلاسيكية، وتتداخل مع ابواق سيارات الاجرة، تخترقها كل 60 دقيقة دقات ساعة التل الشهيرة، فيتردد صداها في ارجاء المدينة. تلك الساعة القابعة فوق برج مميز معماريا، شيد بين عامي 1901 و1902 يبلغ ارتفاعه 30 مترا، مؤلف من خمسة طوابق، أهدته سلطات الحكم العثمانية للمدينة، وهي لا تزال شامخة حتى اليوم. تراقب الساعة حركة الساحة من عليائها، عجقة ناس، ضجيج سيارات الاجرة المتوقفة تحت البرج، يتلهى سائقوها بسماع نشرات الاخبار، وشرب القهوة، وهم متاهبون لاي راكب قد يفاجاهم على غفلة. على مدار الساعة تتجدد الحركة في الساحة، الكل يفتش عن حاجته، فتجد باعة اليانصيب، بائعو الكعك المسخن على الجمر، ماسحو الاحذية يصطفون الواحد بجانب الاخر، الى بائع القهوة الذي يتجول على صوت رنين دقات فناجينه.
وسط كل هذا الصخب والضجة تخبيء الساحة في طياتها ما هو اجمل مما تراه العين، ولا ينقصها سوى لفتة حقيقية تحمل بين طياتها صدقا في التعامل معها وسعيا حثيثا لتحويلها الى "داون تاون" يشبه الساحات الحقيقية في مدن العالم الكبرى، وان بامكانها، لو حظيت بالاهتمام الرسمي والمحلي، ان تستقطب مئات السائحين، لتعود شابة غير طاعنة في السن محمية من عبث الايادي المخربة. معظم المحال التجارية المتجاورة على جانبي الطريق وفي محيط الساحة تخفي تحت اقبيتها الاثرية تاريخ المدينة العريق، ولا يخفى على احد الابنية الهندسية المطلة على الساحة، والتي تشكل احد ابرز دوافع تمدد السياحة في المدينة، من هنا تبرز اهمية تاهيل الوسط التجاري للمدينة (ساحة التل) الذي يعتبر المدخل الرئيس الى الاسواق الاثرية القديمة ويشكل عامل جذب اساسي للسياحة فيها. اما ابرز هذه المعالم فهو جامع التل العليا، ساعة التل الشهيرة وبرجها، قهوة فهيم الاثرية، اوتيل ومسرح الانجا، المركز القافي البلدي( قصر نوفل سابقا) الى ابنية سكنية، ومحال تجارية ومصارف وغيرها.
ساعة التل وبرجها معلم من معالم طرابلس التراثية والأثرية، تتردد دقاتها في ارجاء الساحة ومحيطها، ومن من اللبنانيين لم يعبر هذه الساحة التي تشكل وسط المدينة، ومركز رئيسا لأنطلاق لكافة وسائل النقل نحو أقضية الشمال ونحو المناطق اللبنانية وحتى الدول العربية. وبات عبور هذه الساحة يشكل أزمة سير كبيرة، وضغطا بشريا مرتفعا، جراء الازدحام اليومي الذي حول الساحة الى موقف ثابت للسيارات العمومية، والى تجمع لمواقف البلدات والقرى الشمالية…زغرتا، الكورة، عكار، وبيروت. ازدحام يومي بات يحتاج الى إعادة تنظيم والى وضع خطة سير جديدة تحسن من واقع هذه الساحة الحيوية.
"قهوة فهيم الشهيرة" في وسط الساحة لم تتبدل، انما ما تبدل هو روادها"، كما يقول ابراهيم حسون 65 عاما، "لا ازال اتردد على هذا المقهى منذ اكثر من اربعين عاما، المشهد كله تغير، السراي القديمة بجانب المقهى ازيلت، ومعها المقاهي والمطاعم والمحال التجارية التي كانت توجد تحتها، واصبحت اليوم ساحة للمشاة، لم تكن فوضى السير بالشكل الذي هي عليه اليوم،". ويضيف "رواد المقهى تبدلوا، كان هناك فئات كبيرة من الذوات من المسلمين والمسيحيين ياتون الى هذا المكان، الـ الضناوي، العمري، ابو فهيم، المقدم، البابا، وكانت تعقد جلسات معظمها يتعلق بالعمل، حينا، والشان العام احيانا، وكانت الساحة افضل بكثير من هذه الفوضى التي نراها اليوم، وكانت هناك زوايا معينة مخصصة لكل عائلة مثل بكوات عكار، الضنية، وزغرتا وغيرها من المناطق المجاورة لطرابلس، الساحة اليوم تفتقد لامثالهم، منهم من هاجر الى الخارج ومنهم من انتقل الى الحياة الابدية، واصبح رواد المقهى من الشعب الفقير والعاطلين عن العمل او المتقاعدين".
ساحة التل طرابلس |
ساحة التل طرابلس |
ساحة التل طرابلس |
ساحة التل طرابلس |
Comments
Post a Comment